«الصدأ الأصفر» مرض الأجواء الباردة والممطرة للقمح.. تعرف عليه

«الصدأ الأصفر» مرض الأجواء الباردة والممطرة للقمح.. تعرف عليه
«الصدأ الأصفر» مرض الأجواء الباردة والممطرة للقمح.. تعرف عليه

يعتبر مرض «الصدأ الأصفر» أحد أخطر الأمراض التي تصيب محصول القمح ويتسبب في خسائر كبيرة وهو مرض فطري ينمو في الأجواء الباردة والممطرة، وينتقل هذا الفطرعن طريق الرياح لمسافات بعيدة.


ونرصد في هذا التقرير، كل ما يهم المزارعين عن مرض «الصدأ الأصفر» وما يجب عليهم إتباعه لتجنب وقوع محصول القمح  فريسة للإصابة بالمرض والحاق الخسائر خصوصا أنه أحد المحاصيل الإستراتيجية الهامة.


سبب ظهور «الصدأ الأصفر»


أكد خبراء مركز البحوث الزراعية، أن هناك االعديد من العوامل التي يتوقف  عليها ظهور المرض وتساعد على حدوثه أو ما يعرف بمثلث المرض "صنف قابل للإصابة ومسبب مرضي قادر على إحداث الإصابة وظروف بيئية مناسبة"، ومشيرين إلى أن الفطريات المسببة لمرض الصدأ الأصفر في القمح  تتميز بحاجاتها إلى نوعين من العوائل النباتية لإكمال دورة الحياة والقمح هو أحد العوائل أما العائل الثاني فهو غير موجود بمصر، والطور المتكرر هو أخطر الأطوار بمعنى أنه كل  15– 12 يوم يظهر جيل جديد من الجراثيم يمكنها إصابة نبات القمح وكل جرثومة تنتج مئات الآلاف من الجراثيم في كل مرة.


الظروف البيئية المناسبة للظهور 


أوضح الخبراء، أن الظروف البيئية المناسبة لظهور «الصدأ الأصفر» هى المواسم الباردة وطويلة الأمطار مع رطوبة نسبية عالية ودرجات حرارة من 10 إلى 15 درجة مئوية مع فرق واسع بين درجة حرارة الليل والنهار حيث لها دور كبير في حدوث الإصابة بالصدأ الأصفر، وأضافوا أن الرياح تساهم في زيادة انتشار المرض انتشارا سريعا وعبر مساحات واسعة، وتصل جراثيم الصدأ سنويا إلى مصر محمولة بواسطة الرياح من الدول المجاورة، سواء من الشمال دول البحر المتوسط أو جنوب غرب آسيا أو بعض الدول الأفريقية التي يتواجد القمح فيها طوال العام أو تتواجد بها العوائل المتبادلة أو العوائل الثانوية.


مواجهة «الصدأ الأصفر»


أكد خبراء البحوث الزراعية، أن هناك طرق لمواجهة «الصدأ الأصفر» والتي يجب على المزارعين إتباعها لحماية محصول من خطر الإصابة ومنها إدخال جينات المقاومة للأصناف وزراعة أصناف مقاومة، واستخدام تقاوي من مصادر موثوق بها والالتزام بالسياسة الصنفية التي يضعها قسم بحوث القمح  وعدم زراعة أصناف غير مسجلة.


كما يجب على مزارعي القمح لنجاح المكافحة الكيماوية توافر مجموعة من العوامل، ومنها وقت اكتشاف الإصابة وتكرار عملية الرش  وتطبيقات الرش لذلك فهناك حاجة ملحة للاكتشاف المبكر للمرض والتحرك الفوري للحد من حدوث ضرر كبير في إنتاج القمح.


ويجب على مزارعي القمح  العلم بأن هناك عدم جدوى  من استخدام المبيدات الفطرية إذا انتشرت الإصابة بشكل وبائي لأنها لا تقضي على الفطر بشكل كاملة مهما كانت الظروف، فكلما تم اكتشاف الإصابة في بدايتها كلما كانت المكافحة أكثر فاعلية، ومن المهم تكرار عملية الرش حيث تحتاج إلى تطبيقها من  5-3مرات خلال الموسم حسب وقت ظهور المرض. 


 كما يجب على مزارعي القمح، المراقبة المتواصلة من منتصف شهر يناير  والتوعية والتحذير من خطورة المرض من أجل حماية المزارعين وللحد من تطور الإصابة وتقليل مستوى الفاقد إلى أقل مستوى ممكن، كما يجب استخدام المبيدات الموصى بها من قبل الوزارة  وإتباع تعليمات عملية الرش مع إضافة مادة ناشرة لاصقة لثبات المبيد على الأوراق ولزيادة كفاءة عملية الرش. 


كما يجب الحرص وعدم إضافة أي مغذيات  أو مخصبات أو منشطات نمو أو أحماض امينية أو وهيومك أو كبريتات مع عملية الرش حيث أن بعضها قد يؤدي إلى تنشيط المسبب المرضي ويزيد خطورة المرض ويؤدي إلى نتيجة عكسية.


التغيرات المناخية


فيما قال د. محمد فهيم أستاذ التغيرات المناخية، إن إصابة القمح بمرض « الصدأ الأصفر» هو نتيجة التغيرات المناخية والتقلب الشديد في درجات الحرارة وانخفاض درجات الحرارة أكثر من المطلوب وهذا المرض يصيب محصول القمح نتيجة الضعف الفسيولوجي للنبات.


أنواع «صدأ القمح»


قال الخبير الزراعي وعضو نقابة الزراعية المهندس محمدي البدري، إن هناك العديد من الأمراض والفطريات التي يمكن أن تصيب محصول القمح، وخاصة أمراض «صدأ القمح» ومنها الصدأ الأصفر والبرتقالي والأسود، مشيرا إلى أن تلك الأصداء تصيب محصول القمح وبعض أصناف الشعير، وتؤثر على جودة المحصول وسلامته.


وأوضح البدري لـ«بوابة أخبار اليوم» أنه يجب أن يعلم مزارعي محصول القمح، أن «الصدأ البرتقالي» تظهر أعراضه على الأوراق فقط وذلك في  أول فبراير،  أما «الصدأ الأصفر» تظهر أعراضه على الأوراق والسنابل وأيضا تظهر أعراضه في أول فبراير، مشيرا إلى أن «الصدأ الأسود» تظهر أعراضه على الورقة والساق وحامل السنبلة في أواخر مارس.


 وأضاف البدري، أنه يجب على مزارعي محصول القمح، مقاومته والتعامل الفوري معه وخاصة مرض «الصدأ الأصفر»، لافتا إلى أن المرض يظهر على شكل بثرات مسحوقية صغيرة ومستديرة الشكل، صفراء اللون مرتبة في خطوط طولية ومتوازية مع محور الورقة، وعند مسحها باليد تترك أثر أصفر عليها  وقد ينتشر المرض بصورة وبائية في حالة عدم المكافحة مع وجود عوامل مساعدة كالإفراط في التسميد الآزوتي وزيادة الري وزيادة الكثافة النباتية في وحدة المساحة، ويسبب انخفاض في المحصول وضمور في حبة القمح.


وأشار الخبير الزراعي، إلى أنه يجب على مزارعي محصول القمح، زراعة الأصناف المقاومة للأصداء، لافتا أنه عند حدوث الإصابة في الظروف الجوية المختلفة من رطوبة جوية ودرجات حرارة ملائمة فإنه يجب الرش بالمبيدات المتخصصة ومنها «بايفيدان، و ستروبي، وفلنت، وسكور، وامستار».